Wednesday, June 27, 2007

لماذا أدمنا التخلف ؟



علي مر الزمان نهضت حضارات وانهارت غيرها فهذه سنة الحياة يوم لك ويوم عليك .. وفي يوم من الايام كانت مصر لها حضارة كبيرة بهرت العالم القديم ومازالت تسحرنا الى الان بأسرارها وكنوزها لكن هذه الحضارة انهارت بلا عودة واصبحنا من دول العالم الثالث بجدارة ويبدو أن الزمن توقف عندنا ولم يعد من الممكن أن نتقدم ونصنف من الدول المتقدمة مع أن التقدم ليس بمعجزة ولا بالأمر المستحيل ففي السنوات الأخيرة نجحت دول فى النهوض من الركام والتخلف إلي التقدم الرقي في وقت قياسي أبهر العالم كله لكننا عكس العالم لا نتعلم من أخطائنا


منذ عشرات السنين ونحن ننقاقش في مصر مشاكلنا التي تعيق عمليات التنمية والتطور والنمو فى جميع المجالات ... التضخم السكاني والاقتصاد الضعيف وتدهور مستوي التعليم والبطالة دائما يكونوا فى مقدمة المبررات لبطئ عجلة التنمية وبالرغم من تعاقب الحكومات التي ضمت العديد من الشخصيات البارزة فى المجتمع وتعاقب وعودها المتكررة بتحقيق طفرة كبيرة فى جميع المجالات ومع ذلك ذهبت هذه الوعود مع الرياح وكانت مجرد كلمات رنانة ليس أكثر ... ورغم توافر العديد من الحلول الواقعية لأغلب مشاكلنا و التي كانت نتاج بحث ومناقشات ودراسات علمية بحيث يمكن تطبيقها على ارض الواقع الا أن الواقع لم يتغير وظل الوضع كما هو عليه وكأننا أدمنا أن نعيش تحت مسمي دول العالم النامى او الثالث


إذا كانت اليابان نجحت في التغلب على الدمار النووي الذي أصابها في نهاية الحرب العالمية الثانية علي يد الولايات المتحدة الامريكية لتصبح فى أقل من خمسين عاما قوة لا يستهان بها علي المستوي الإقتصادي والصناعي والتكنولوجي لتسحب البساط من تحت أقدام الامريكان .. وإذا شهدت الصين طفرة في جميع مجالات الحياة فأصبحت أرض خصبة لجذب أستثمارات كبري الشركات العالمية الصناعية والتجارية ولم تصل إلي هذا الحد فقط بل صارت من الدول التي تهتم بأبحاث الفضاء ومن المنتظر هبوط أول صيني علي سطح القمر خلال السنوات القليلة القادمة


دول كثيرة قررت أن تنهض ليكون لها شأن فنجحت رغم ما تعانيه من مشاكل إجتماعية و إقتصادية وسياسية وهذا النجاح لم يأت من فراغ إنما جاء بعد إصرار وجدية وتخطيط جيد والتنفيذ الدقيق لتوصيات لخبراء التنمية , فمثلا الصين صاحبة المليار نسمة وأكثر نجحت فى تحويل هذا الجراد البشري إلي فوة بشرية هائلة قامت علي أساسها نهضة ثقافية وصناعية وتجارية ورياضية وسياسية وهي الآن في الطريق لتكون دولة من الدول العظمي .. أما اليابان التي تعانى من نقص الموارد الطبيعية تغلبت علي هذا النقص بإيجاد موارد بديلة أهلتها لتكون كيان إقتصادى صناعي علمي يضرب به المثل


إذن عدم قدرتنا علي التطور والنهوض ليست سببها الإزدحام السكانى أو اقتصاد وتعليم ضعيف وغيرها من المبررات التي تعودنا علي سماعها منذ أن وعينا على الدنيا ... فهذه المشكلات يمكن حلها وتخفيف أثرها في حالة توافر حلول لها يمكن تطبيقها وهذه الحلول متوفرة ولكن يبقى الرغبة والجدية فى تنفيذ هذه الحلول والقدرة علي تحمل نتائجها التي ستكون فى البداية غير مرضية للكثير ولكن المحصلة النهائية ستكون خير للجميع


المشكلة تكمن في غياب الإصرار والرغبة الحقيقية في التطوير والتغيير فكل ما نراه ليس الا مجرد كلام عن المستقبل الأكثر إشراقا والأمل فى الأجيال القادمة ومصر لسه بخير كما أننا نميل إلي استخدام المسكنات فى مواجهة أمراضنا ومشاكلنا ولا نقوم بعلاجها و كل هذا يشعرنا بأننا أمام قضايا وأزمات لا حل لها مع أن غيرنا أثبت عكس ذلك


فالحقيقة هي أن أغلب المسئولين فى العديد من القطاعات الهامة فى الدولة يفضلوا أن يبقى الوضع كما هو عليه ليحافظوا علي مصالحهم ونفوذهم , أما الشعب فهو مشغول في البحث عن لقمة العيش وتوفير رغبات الأسرة الكريمة وغير مهتم بكون مصر دولة نامية ولا متقدمة والاهم أن الاهلي يكسب واللي خايف يروح

21 comments:

Alaa said...

محتاج رأيك بخصوص الموضوع ده

تجمع مدوني مصر .. حقيقة قابلة للتنفيذ أم حلم بعيد عن الواقع

نقطة مية said...

هييييه انا اول تعليق...

ان النماذج المذكورة لدول وضعها حكامها على رأس اولوياتهم...و لكننا امتهنا التخلف و اتخذنا منه حرفة حتىنخدع انفسنا بالحجج الواهية..والفضل كل الفضل للحكومات التي تساهم في تدمير البنية التحتية
بوست قوي
تحياتي

dr-killer said...

معاك حق بكل كلمة بتحكيها
للاسف مش بس مصر هاي حال الدول العربية كلها
واديك عارف السبب فمش عارف الحل انو ندعي عليهم او نحاول انو نزبط من طريقة عيشنا
مابعرف ما الي الا اني اقول حسبنا الله ونعم الوكيل

Anonymous said...

السلام عليكم
بص يا عمرو انا شيفى ان الكلام عن المستقبل الوردى والنتمية اصبح شئ
لا بد منه فى كلام اى مسئول او اى شخص من المسكين البلد او بمعنى اصح مسيطرين عليها لزم لما بيتكلم فى الجرنال او التلفيزيون يقول البوقين دول عشان يوهم الناس ويعيشهم فى الوهم الكبير الى احنا فية ولكن يا عمرو واللهى انا ساعات الناس دى بتصعب عليا عشان هما مش عرفين ان الاسطوانة دى اتحفظت صم من زماننننننننننن
وانا كمان لاحظت حالة ان الريئس مبارك واللهى ساعات بيتحرك وبيعمل حاجة المسئولين هما الى مفروض يعملوها مش هو يعنى مثلا القانون الجديد بتاعالمعلمين وانه هيطبقى على كل المعلمين ماعددا الازهرين انا نفسي اعرف لية يعنى واشمعنى هما مهما معلمين بردو فمش عارفة لية الى بيعمل قانون او اى حاجة فى البلد دى مش بيتقنها خالص وكان لزم يعنى الريئس يدخل عشان تطبق على كل المعلمين حاجة تقرف واللهى
وقيص على ذلك كتير دة الى جانب حكومة البيزنس المسيطرة على البلد وكل ماشى بقول مصلحتى اولا وطظظظظظظظظظظ فى الشعب الغلبان الى مش لقى ياكل حتى
وشكرا
منون

Anonymous said...

السلام عليكم
بص يا عمرو اسطوانة التطوير والتغيير سمعناها كتير اوىىىىىى من كل واحد قعد على الكرسي ومشى او لسة قاعد حتى الان
فهمنى طبعا.بس المشكلة انهم مش فهمين كدة وكل واحدة فاكر ان الناس لسة هتصدقة وتقول امين زى الاول بس للاسف الناس دى اغبية عشان خلاص كل الناس فهمتهم كويس اوى وحفظت الكلام دة صمممممممممممم.وانا شايفة ان واللهى الرئيس مش لية زنب اوى فى الى بيحصل دة هو لية ذنب بس انه بيختار ناس بس مش قد المسئولية خالص ومش ليها فى اى حاجة زى بالضبط حكومة البيزنس بتاعت دلوقتى الى بتعمل كل حاجة لمصلحتها بس وماشية على قول نفسي ثم نفسي ثم الطوفان وطظ فى الشعب الغلبان دة
وكل حاجة الرئيس لزم هو الى يقول تتعمل زى كدة قانوت كوادر المعلمين كل المعلمين ماعدا الازهر اشمعنى يعنى جربة ناس غريبة واللهى الى بتحط القوانين دى ولا عندها امانة ولا ضمير ولا اى حاجة اصلا والقانوان اتغيير لما امر الريس يعنى كل واحد لو بيشتغل بجد فى منصبة وفاهم كل حاجة كان ممكن نعمل اى حاجة ولكلن بالطريقة دة استحالة خالص يحصل اى حاجة ولا الهوا
منون

Anonymous said...

MARIAM
hiiiiiii
زى ما منه قالت الكلام فى التغير والتطوير ياما سمعناه ومن كتر ما سمعنااه مبقناش نستناااه ...لان كل واحد بيقوله بيبقى عايز يوصل للكرسى اللى من خلاله هيحقق نفسه مش يحقق كلامه
بس على فكره احنا حالنا مش وحش اوى لكن احوال غيرنا هى اللى بتحلو واحنا اللى متميزين بالاستقرار عشان كده
يبقى الحال كما هو عليها وللمتضرر ان يلجا لتغير الجنسية والهجره

Anonymous said...

متتاز كلا م فل الفل بس العيب فى نظامنا غير نظامك الناس دى نجحت عشان غيرت نظامها

Anonymous said...

متتاز كلا م فل الفل بس العيب فى نظامنا غير نظامك الناس دى نجحت عشان غيرت نظامها

Anonymous said...

المقال حلو جدا يا عمرو

وأنت جبت الخلاصة ، أغلب المسئولين من مصلحتهم إن الوضع يبقى كما هو عليه، ورغم الكلام عن الاصلاح عقب الحكومات المتعاقبة الإ أن ما فيش اصلاح علشان ما فيش رؤية ورغبة حقيقية فى الاصلاح كلها مسكنات زى ما قلت

والشعب ملهى فى البحث عن لقمة العيش واحنا من الشعب، بس لو كل واحد فينا عمل اللى عليه واخلص فى عمله ممكن نقدر نغير

Dina Samaha said...

كله بقى يبص فى دايرة صغيرة جدا
دايرته هو وبس
محدش بيبص للدايرة الكبيرة
ووضع مصر دلوقتى ايه
وبجد الخلاصة فعلا انت قلتها
ان المسئولين بيبصوا على نفوذهم ومصالحهم ان الوضع يبقى على ماهو عليه
الناس بتجرى ورا لقمة العيش
اشغل دماغى ليه وافكر فى دولة تالتة ولا رابعة حتى
المهم اجيب اكل ايه للعيال النهاردة
وياترى الاهلى هايفوز على الزمالك النهاردة ولا لاء

ان شايفة المسئولية والحل فى نفس الوقت فى ايد كل الاطراف
الشباب والشعب والمسئولين والباحثين
كلهم لو هدفهم واحد اكيد هايوصلوا.. بس للاسف الاهداف بتكون شخصية تماما

موضوع احييك عليه يا عمرو

Amr Mohy said...

منون :

يبدو ان المانصب الحكومية والادارية اصبحت شكليات لا اكثر ليس لديها سلطات ولا قدرة على اتخاذ القرار بشكل منفرد حتي الوزير نفسه مش بإيده ياخد القرار لازم التعليمات تيجيلو بالتنفيذ .

وموضوع ان الريس هو اللى دايما بياخد القرارات الحاسمة فى القضايا الشائكة ده مش شئ سئ لكن السئ هو الاعتماد عليه بشكل اساسى لحل اى مصيبة نواجهها .. فمثلا بنت محتاجة تتعالج على نفقة الدولة وزير الصحة المفروض هو اللى يتولى الموضوع ده امال هو ايه فايدته وكذلك باقى الوزراء او المسئولين ... ليه كل مشكلة بقيت عندنا لازم تتحول لرأي عام عشان نجد ليها حل بواسطة الريس مع ان المشكلة كانت ممكن تتحل فى السر بكل سهولة ؟؟

Amr Mohy said...

مريم :

احنا حالنا بالعكس بيتحول الى الاسوء فالاسوء كفاية ان اسعار السلع فى ارتفاع مستمر بدون رقيب ولا حسيب وبالتالى فى حاجات كنا متعودين ناكلها بقينا بس بنحلم بيها ولسه الايام جاية وهنشوف بلاوي !

Amr Mohy said...

عمر الشرقاوي :

يبقى عمر ما حالنا هيتصلح


بحبك يامصر :

كل واحد بيقول هو انا اللى هغير االكون وانا مالى .. كلام سلبي وميححقش اى نجاح او تغيير بس ياترى امتى حالنا وسلبيتنا تتحول الى طاقة ايجابية اظاهر محتاجين معجزة

Amr Mohy said...

dina samaha :

حلو قوى تعبير كله بقى يبص فى دايرة صغيرة جدا دايرته هو وبس ... مفيش نظرة مستقبلية للبلد وازاى نطورها وننميها بالشكل اللى بيليق بتاريخ مصر ومكانتها

ابو العربى said...

فعلا كل مسؤول عايز الوضع يبقى على ما هو عليه ولو واحد حاول يطور بيروح الفاسدين متجمعين وشيلينه واحنا فى البطاطس
وبالنسبه للشعب ميهموش مصر تبقى من العالم التالت ولا التامن ده نتيجه انه مبيخدش حقه يعنى لو اشتغل كويس زى ما بيشتغلش كويس ف مبيحسش بفرق

يارب التغيير من عندك يارب

تحياتى

Anonymous said...

eman
7lw awy el mkal ya amr bgd bs ana 3aeza a2olk 7aga kont lsa ml7zha 2oreb en f3ln mshklna zy ma 2olt mesh f el t3lem w el ektsad w el klam dah wala fena kshbab l2ny ml7za enna kshabab shoft kteer mna 3aezen e3mlo 7aga w dema3`hom ndefa w 3aezen etwro el bald deh elly kol nseha w e3tbro mshaklha shm3a e3l2o 3leha el t7`lof elly e7na feh now 3shan e7fzo 3la el korsy
dah ya 3amr feh nas mn msl7thom en el nas tfdl ghla w m7desh ya7`od balo mn ttwr el bald dah 3shan el esrar w el 3zema elly hykono mogoden 3nd el sh3b sa3tha hehdd el krasy bt3thom aked

Amr Mohy said...

ضد الظلم :

ليس امامنا سوي الدعاء لكي يغير الله حالنا ويصلح بلدنا ... يــــــارب

Amr Mohy said...

eman :

بلدك فيها عقليات قادرة على تحقيق المعجزات ولما يتور ليهم المناخ المناسب بيبدعوا ومثال على كده المصريين فى امريكا وكندا واوربا

بس الروتين والبيروقراطية عندنا والعقليات المتحجرة لاغلب المسئولين ليها مفعول القنبلة الذرية فى احباط اى شاب طموح عنده امل فى بكرة وبالتالى كله بيسافر بره عشان يحقق حلمه وبلد غريبة هى اللى تستفيد ومصر تفضل زى ماهي :(

قضية عم أحمد Ahmed Case said...

ياباشا يا كبير كلامك حلو بس انت مش مصري ولى ايه ؟؟

انا سئمت الكلام عن الارف اللي احنا فيه علشان كده هاقول انا معاك .

وخلص الكلام

Amr Mohy said...

أحمد رفعت :

أنا مصري حزين علي ان بلدي واقفة فى مكانها وكل اللى حوالينا سبقونا

اسامة يس said...

الحرية واعمال العقل هما مفتاح التقدم والازدهار يا صديقي ... وهما قيمتان غائبتان عن واقعنا بل مغيبتان عمدا .. عبر كبت الحريات من قبل الحاكم المستبد .. وتنويم الناس مغناطيسيا عبر خرافات تحشى بها عقولهم عبر رجال دين وعمائم بوعي منهم او دون وعي يفعلون ....