علي مر الزمان نهضت حضارات وانهارت غيرها فهذه سنة الحياة يوم لك ويوم عليك .. وفي يوم من الايام كانت مصر لها حضارة كبيرة بهرت العالم القديم ومازالت تسحرنا الى الان بأسرارها وكنوزها لكن هذه الحضارة انهارت بلا عودة واصبحنا من دول العالم الثالث بجدارة ويبدو أن الزمن توقف عندنا ولم يعد من الممكن أن نتقدم ونصنف من الدول المتقدمة مع أن التقدم ليس بمعجزة ولا بالأمر المستحيل ففي السنوات الأخيرة نجحت دول فى النهوض من الركام والتخلف إلي التقدم الرقي في وقت قياسي أبهر العالم كله لكننا عكس العالم لا نتعلم من أخطائنا
منذ عشرات السنين ونحن ننقاقش في مصر مشاكلنا التي تعيق عمليات التنمية والتطور والنمو فى جميع المجالات ... التضخم السكاني والاقتصاد الضعيف وتدهور مستوي التعليم والبطالة دائما يكونوا فى مقدمة المبررات لبطئ عجلة التنمية وبالرغم من تعاقب الحكومات التي ضمت العديد من الشخصيات البارزة فى المجتمع وتعاقب وعودها المتكررة بتحقيق طفرة كبيرة فى جميع المجالات ومع ذلك ذهبت هذه الوعود مع الرياح وكانت مجرد كلمات رنانة ليس أكثر ... ورغم توافر العديد من الحلول الواقعية لأغلب مشاكلنا و التي كانت نتاج بحث ومناقشات ودراسات علمية بحيث يمكن تطبيقها على ارض الواقع الا أن الواقع لم يتغير وظل الوضع كما هو عليه وكأننا أدمنا أن نعيش تحت مسمي دول العالم النامى او الثالث
إذا كانت اليابان نجحت في التغلب على الدمار النووي الذي أصابها في نهاية الحرب العالمية الثانية علي يد الولايات المتحدة الامريكية لتصبح فى أقل من خمسين عاما قوة لا يستهان بها علي المستوي الإقتصادي والصناعي والتكنولوجي لتسحب البساط من تحت أقدام الامريكان .. وإذا شهدت الصين طفرة في جميع مجالات الحياة فأصبحت أرض خصبة لجذب أستثمارات كبري الشركات العالمية الصناعية والتجارية ولم تصل إلي هذا الحد فقط بل صارت من الدول التي تهتم بأبحاث الفضاء ومن المنتظر هبوط أول صيني علي سطح القمر خلال السنوات القليلة القادمة
دول كثيرة قررت أن تنهض ليكون لها شأن فنجحت رغم ما تعانيه من مشاكل إجتماعية و إقتصادية وسياسية وهذا النجاح لم يأت من فراغ إنما جاء بعد إصرار وجدية وتخطيط جيد والتنفيذ الدقيق لتوصيات لخبراء التنمية , فمثلا الصين صاحبة المليار نسمة وأكثر نجحت فى تحويل هذا الجراد البشري إلي فوة بشرية هائلة قامت علي أساسها نهضة ثقافية وصناعية وتجارية ورياضية وسياسية وهي الآن في الطريق لتكون دولة من الدول العظمي .. أما اليابان التي تعانى من نقص الموارد الطبيعية تغلبت علي هذا النقص بإيجاد موارد بديلة أهلتها لتكون كيان إقتصادى صناعي علمي يضرب به المثل
إذن عدم قدرتنا علي التطور والنهوض ليست سببها الإزدحام السكانى أو اقتصاد وتعليم ضعيف وغيرها من المبررات التي تعودنا علي سماعها منذ أن وعينا على الدنيا ... فهذه المشكلات يمكن حلها وتخفيف أثرها في حالة توافر حلول لها يمكن تطبيقها وهذه الحلول متوفرة ولكن يبقى الرغبة والجدية فى تنفيذ هذه الحلول والقدرة علي تحمل نتائجها التي ستكون فى البداية غير مرضية للكثير ولكن المحصلة النهائية ستكون خير للجميع
المشكلة تكمن في غياب الإصرار والرغبة الحقيقية في التطوير والتغيير فكل ما نراه ليس الا مجرد كلام عن المستقبل الأكثر إشراقا والأمل فى الأجيال القادمة ومصر لسه بخير كما أننا نميل إلي استخدام المسكنات فى مواجهة أمراضنا ومشاكلنا ولا نقوم بعلاجها و كل هذا يشعرنا بأننا أمام قضايا وأزمات لا حل لها مع أن غيرنا أثبت عكس ذلك
فالحقيقة هي أن أغلب المسئولين فى العديد من القطاعات الهامة فى الدولة يفضلوا أن يبقى الوضع كما هو عليه ليحافظوا علي مصالحهم ونفوذهم , أما الشعب فهو مشغول في البحث عن لقمة العيش وتوفير رغبات الأسرة الكريمة وغير مهتم بكون مصر دولة نامية ولا متقدمة والاهم أن الاهلي يكسب واللي خايف يروح