Friday, October 31, 2008

وقت مستقطع


قالت لي أحبك فشعرت بالفرحة والإحراج لعدم توقعي تلك الكلمة، عرفتها منذ دقيقة واحدة ولا أذكر كيف وأين ولكن أشعر بالراحة لمجرد رؤيتها بابتسامتها الصغيرة وعينيها البريئة وملامسة أصابعها الرقيقة، جلسنا في حديقة واسعة تطل على بحيرة تعكس أشعة الشمس، تبادلنا الضحكات والقفز في الهواء والجري على العشب الأخضر ، ولم أشغل بالي مع من أضحك وألعب في مكان غريب عن عالمي اليومي


فجأة سقطت أرضا وفقدت وعيي واستردته سريعا لأجدها أمامي بعينين مليئة الدموع، نسيت ألمي سريعا لأحرك يدي لمسح دموعها فابتسمت قبل أن تخطفني بقبلة صغيرة مصحوبك بكلمة أحبك، صدقتها وأخذتها في أحضاني والسعادة تملأ قلبي بشكل لم أعهده سابقا، توجهت إلى البحيرة لأغسل وجهي واستعادة نشاطي، صورتي المنعكسة على سطح الماء لم تكن مألوفة، رجل في منتصف الثلاثينات بشارب أسود وشعر بدأ الأبيض يجد طريقه بداخله


تأملت مظهري الجديد وأخذني الوقت، وجدتها تقترب مني محاولة الإمساك بيدي بقبضتها الصغيرة، فنظرت إليها وخطفتها لأدور بها في الهواء فهي خفيفة كالريشة، اكتشفت متأخرا أنها ابنتي لاستيقظ بعدها على صوت المنبه المزعج معلنا موعد عودتي للحياة المملة، كل ما رأيته مجرد حلم جميل أشبه بوقت مستقطع بين أشواط مباراتي مع عجلة الأيام السريعة التي بدأت أفقد بقيمة ساعاتها الـ24

Tuesday, October 21, 2008

عقد وكراكيب2

طارق وعزاوي خلال الإجتماع
الحلقة الثانية


نحب جدا إقامة الاجتماعات خصوصا في العمل فكل فترة تجد أن غدا موعد لاجتماع هام لمناقشة أمر هام يخص تنظيم العمل ومسئوليات كل فرد وواجباته وطرق التنفيذ والرقابة، وبصراحة شديدة أكره تلك الإجتماعات المكررة ولكني أحضرها مضطرا لعدم اتهامي بالإنشقاق عن روح الفريق والخروج عن الجماعة وبالتالي يتم اتهامي بالخيانة والتنفيض بحجة إني" بقيت شايف نفسي"، وأذكر أن أخر إجتماع جلست فيه كان أمس الأول مع زملائي في الرياضة لموقع الإم بي سي ووقتها تولى زميلي الصديق أسامة خيري قيادة المؤتمر الطارئ لأخذ موقف جدي من محاولات المتربصين
بنا للتقليل من مجهودنا المبذول، وطرح أفكار جديدة لمواكبة تطورات العصر في ظل الإمكانيات المتوفرة


كالعادة جلست في الإجتماع منصتا بكل انتباه ولكن تلك المرة كنت متوقع بدقة ما سيتم قوله ورد فعل كل شخص، فمثلا أسامة شاب طموح ولديه خبرة جيدة في التعامل نع المواقع الرياضية فكانت أفكاره محل موافقة الجميع بلا استثناء، وبالانتقال لطارق عوض فليس لديه أهداف شخصية ويريد مصلحة سير دولاب العمل، ونفس الموقف يتكرر مع عزاوي وعبد الناصر وعبد العزيز وحتي خشاب رغم محاولاته المتكررة لإحباطنا بتوقعات بفشل الإجتماع في تحقيق أهدافه كالعادة، خشاب يذكرني بالرئيس الليبي معمر القذافي أثناء حضوره لمؤتمرات القمة العربية، فهو يحضر طواعية ومع ذلك لا يترك أي فرصة وإلا يعترض عليها، هكذا أيضا خشاب ولكنه طيب ويفعل ذلك خوفا على مستقبل عمله الذي يعود عليه بعائد مادي كبير خصوصا وأنه متزوج جديد


وبالنسبة لشادي أمير فكان صامتا طوال الإجتماع مثلما كنت أفعل تماما خصوصا وأنه بيحب يريح دماغه على الآخر وكفاية عليه حرقة أعصابه بسبب مقالب ناديه المفضل بايرن ميونخ، أما أستاذ جلاء جاب الله فهو رئيسنا ومع ذلك أعطى الحرية الكاملة لأسامة لكي بتحدث ويعبر عن أفكاره في شكل ديموقراطي مثالي مثلما ينادي به الحزب الوطني، ولكن الديموقراطية وحدها لا تكفي فيجب أيضا الشدة كذلك مع كل من يقصر وهذا الجانب مفقود حاليا


وسأتحدث عن نفسي، ففي الفترة الأخيرة تم اتهامي بالتقصير في العمل مع أن هذا الإتهام ليس له أي دلائل واقعية ولكن سأقول بالفعل إني مقصر لأني كشاب يريد إثبات قدراته لا أبذل كل طاقتي ومازال لدي المزيد لأقدمه، ورغم أن إجتماع أول أمس كان تقليدي وأشبه بالإجتماعات السابقة ولكن تلك المرة تختلف في إني أريد تطبيق ما اتفقنا عليه، هناك أمور كثيرة في حياتي العملية والشخصية أسعى لتغييرها وليكن هذا الإجتماع بداية للتغيير

ملاحظة سريعة: لن انسى أن نصري عصمت ساهم في تواجدي وسط فريق الرياضة mbc.net، لذا حزنت جدا بعدما علمت بقرار رحيله وبدء مرحلة جديدة في حياته العملية، المهم يحقق أحلامه ويظل مرتاح وضحته لا تفارقه