Friday, December 7, 2007

شحات لكل مواطن


" أخاف أن استيقظ لأجد أمامي سيدة في متوسط العمر تلقي إلي بورقة تطلب من خلالها مساعدة مالية لأنها أم لثلاث بنات وزوجها مريض بالفشل الكلوي وتليف الكبد " بالتأكيد كل منا لاحظ انتشار هذه الظاهرة فوق الأرض وتحتها داخل المواصلات وفي محطاتها وأمام أماكن عملك ومنطقة سكنك ، صار المتسولون يحاصروننا من جميع الجهات ولا يبقى سوى أن نجدهم في منازلنا

هجومي على المتسولين ليس نابعا من كوني بخيلا وأخاف على أموالي من الضياع لكن سببه أن معظم من يلجأ للتسول لا تتوافر فيه الشروط التي تدفعه للـ " شحاتة " في الشوارع فهو أو هي ليس بالعجزة الذين لا يستطيعون ممارسة مهنة بمرتب شهري إنما أغلبهم يقودهم الطمع لجني أموال كثيرة باللعب بعواطف الناس الغلابة وذلك عن طريق كلمات تحرك المشاعر ونبرات صوتية تثير الدموع

رغم ما يقال أن المصريين في الوقت الحالي لم يعودوا يمتلكوا رغبة مساعدة الغير تحت مبدأ " أنا مالي " لكن الزن له مفعول السحر فيسارع البعض بإخراج المال ليعطيه إلى المتسول الذي يسارع بإخراج سيل من الدعوات لصاحب المال ثم بعد ذلك عندما ينتهي من مهمته يبدأ في معرفة الغلة التي فاز بها وفي عينه بريق النصر لنجاحه في الضحك على الزبون صاحب القلب الطيب

الغريب أن قديما كان أسلوب التسول المتبع هو استعطاف الناس بذكر المأساة التي يعاني منها طالب المال " مساعدة لليتامى الله يفتحها في وشك " أو " مريض ومحتاج العلاج واهي روشتة الدكتور " لكن تلك الطرق صارت قديمة والجديد أن تفاجئ بشخص يلقي إليك بورقة مطبوعة ومكتوبة على الكمبيوتر وتحوي مضمون المأساة " زوجي مريض بـــــــــ "سلسلة طويلة من الأمراض التي تتعجب كيف يعيش معها أي إنسان" وعندي ثلاث بنات وواحدة مازالت رضيعة ساعدني لوجه الله

السؤال هنا ما هي الفكرة في التسول عبر الورق هل مثلا عشان الفضيحة ولا مثلا عشان هي واحدة ست ولابسة خمار أو منقبة فتعتبر صوتها عورة بجانب أن جوزها المريض محذر أن يسمعها أحد صوتها

هناك طرق مختلفة مستحدثة للتسول فالبعض يستغل الأطفال المعاقين لإثارة مشاعر الناس وكسب تعاطفهم من حال الطفل البريء الذي لا يفهم لماذا هو جالس في الشارع وعلى الرصيف ولماذا لا يلعب مع الأطفال في مثل سنه

وهناك من يدعي أنه من محافظة أخرى ولكنه فقد جميع أمواله دون أن يدري لذا فهو في حاجة لثمن التذكرة القطار وبالمرة ثمن سندوتشين فول وطعمية عشان جوعان ، وتعرضت لتلك الطريق أكثر من مرة وفي أماكن مختلفة سواء كانت أمام جامعة عين شمس أو في شارع الصحافة أو في منطقة الدقي وكانوا شباب أو رجل عجوز أو سيدة تحمل طفلا

يبدوا أن التسول صار أفضل طريق للتغلب على مشكلة البطالة يعني من الأخر مش لاقي شغل وزهقت من قعدة البيت يبقى خلاص انزل اشتغل شحـــــــــات ومش هتندم