Monday, July 23, 2007

شعب ياكل الظلط




منذ عدة أيام أصدرت وزارة الصحة بيان تحذيرى للمواطنين في مصر شددت فيه علي ضرورة عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس لأنها فى هذا التوقيت ترتفع نسبة الأشعة البنفسجسة القادمة من الشمس مما يسبب سرطان الجلد والمياه البيضاء على العين وكأن أشعة الشمس تحولت فى يوم وليلة إلي العدو الأول والوحيد لصحة المصريين هذا بإفتراض أن الهواء نقي والمياه نقية والطعام صحي والمناظر الجميلة فى كل حته فى مصر


من أساسيات الحياة الكريمة أن تستنشق هواء نقي وتأكل طعام نظيم وتشرب مياه نقية رؤية منظر جميل يشعرك بالراحة وهذه الأساسيات الأربعة يستطيع أن يوفرها الغني والفقير وإن أختلفت النوعية من مستوى لمستوى وكل واحد علي قد فلوسه , لكن ما يحدث في مصر أن الجميع محروم من الهواء النقي فبدل أن ستنشق الاوكسجين أصبحنا نستنشق مركبات كيماوية وأدخنة سامة من المصانع وعوادم الميكروياصات والحرائق المتكررة وإن كانت هذه الأدخنة تحتوي علي جزيئات الاكسجين التي تساعدنا علي مواصلة الحياة ونحن محملون بالأمراض سواء كانت تنفسية أو سرطانات بمختلف أنواعها وأصبح علينا أن نعتاد فى نفس التوقيت من كل عام على حرائق الأرز التي تغطي سماء القاهرة الكبري بشكل يصيب عدد كبير بصعوبة فى التنفس والحساسية ورغم أن المسئولين يؤكدوا أن لا حريق أرز بعد اليوم نجد تاني يوم القاهرة مغطاة بالدخان الكثيف والتي ترصد الأقمار الصناعية


و الجميع في مصر محروم من مياه نقية والدليل علي ذلك أن فلاتر المياه أداة أساسية داخل كل بيت فنحن واثقون أن مية الحنفية مليئة بالميكروبات والطالحب التي لا نراها بالعين المجردة لكن يجب أن نؤكد أن مياه محملة بالطالحب الخفية أفضل بكثير من أن نشرب مياه المجارى أو قضاء شهور بدون نقطة ماء مثلما يحدث فى الدقهلية وأصبحت بلد النيل تستورد الماء من الخليج وأوربا علي هيئة معونات عاجلة ويكفي أن رؤية صورة فى الجرنال لتجمع بشرى أمام فنطاس مياه كبيرة في إحدي المحافظات أصبح أمر طبيعي لأن المياه فى المناطق الراقية أيضا لا تتواجد بإستمرار ... واتنمي أن أعرف كيف يعيش مواطنون بدون مياه داخل منطقة زراعية تعتمد علي المياه فى الزراعة وفي بلد يوجد بها أطول نهر فى الكرة الأرضية وفي وقت فيضانه يمكن الفيضان تاه أو أن تنظيم القاعدة خطفه


نأتي لنقطة مهمة جدا وهي الطعام الملوث فأغلب ما نأكله يسبب لنا أمراض فتاكة وتسبب الموت السريع والبطئ وهذا الكلام لا يحتاج لبحوث ودراسات وتحقيقات , فإرتفاع نسبة الأفراد المصابين بتليف الكبد والسرطانات بمختلف أنواعها دليل قوى علي إننا نأكل سموم علي هيئة طعام لذيذ وأصبح لا توجد عائلة فى مصر خالية من الأمراض المزمنة والتي تحتاج علاجها صبر وتكاليف مالية ضخمة وأصبح الأن لا فرق بين أكل من الشارع وأكل البيت , والطعام الملوث أمر واقع بسبب مياه الري الملوثة بمخلفات المصانع وبسبب المبيدات المسرطنة وبسبب سوء التخزين وعدم وجود رقابة صحية علي المنتجات الغذائية .. والجميع يعاني من الطعام الملوث سواء الغني و الفقير


أما رؤية مشهد جميل يشعرك بالراحة أصبح من الأمور المستحيلة فإذا ذهبت للنيل ستجد القمامة العائمة وجثث حيوانات وممكن جثة بني أدم وإذا توجهت شمالا حيث البحر المتوسط سترى أن البحر الأزرق تحول إلي أخضر غامق وأصبح له رائحة المياه الراكده هذا بجانب شوية زبالة علي بقعة زيت سيارة التي تجعلك تهرب بعيدا عن البحر أما إذا ذهب حيث الريف المصري فستجد أن الريف المصرى أصبح حدوتة مصرية قديمة فالمساحات الخضراء تتراجع بمرور الوقت علي حساب المباني والبيوت البسيطة من الطوب اللبني أختفت وأصبحت الأن مساكن من 4 أدوار وبدل أن تجد فوق المبني عشش الفراخ والبط ستجد الدش ووصلات الأنترنت وتحولت الترع التي كانت مكانا لهواة الصيد والسباحة إلي مستنقع للزبالة والروائح الكريهة والحشرات التي تسبب أمراض للسكان


خلاصة الكلام أن الشعب المصرى شعب عظيــــم لأنه قــــادر علي مواصلة الحياة رغم كل الصعاب